Translate واقي77-

الخميس، 17 فبراير 2022

شعر حسان بن ثابث/ والله ربي /رسم دارسة/جزى الله/ تأوبني ليل بيثرب /بطيبة رسم للرسول / الله أكـرمنـا /أبوك أبوك/إن الذوائب /عفت ذات الأصابع/

حسان بن ثابت - نجى حكيما 

نجى حكيما



نَجى حكيماً يـومَ بـدرٍ ركضـهُ
كنجاءِ مهرٍ منْ بنـاتِ الأعـوجِ
ألقى السلاحَ وفرّ عنهـا مهمـلاً
كالـهبرزيّ يزلّ فـوقَ المنسـجِ
لَمَّا رأى بـدراً تسيـلُ جلاههـا
بكتائـبٍ مـلأوسِ أو ملخـزرجِ
صبرٍ يساقـونَ الكمـاةَ حتوفهـا
يَمشونَ مهيعـةَ الطريـقِ المنهـجِ
كمْ فيهمِ منْ ماجـدٍ ذي سـورةٍ
طـلٍ بِمكرهـةِ المَكـانِ المحـرجِ
ومسـودٍ يعطـي الجزيـلَ بكفـهِ
حمـالِ أثقـالِ الديـاتِ، متـوجِ
أوْ كـلِّ أروعَ ماجـدٍ ذي مـرةٍ
أوْ كلِّ مسترخي النجـادِ مدجـجِ
ونَجا ابنُ حَمراءِ العجانِ حويـرثٌ
يغلي الدِّماغُ بـهِ كغلـيِ الزبـرجِ

========

حسان بن ثابث - والله ربي 

والله ربي

واللهِ ربِّـي لا نفـارقُ مـاجـداً *** عفَّ الخليقـةَ، ماجـدَ الأجـدادِ

متكرماً يدعـو إلـى ربّ العلـى *** بذلَ النصيحـةِ رافـعَ الأعمـادِ

مثلَ الهلالِ مباركـاً ، ذا رحـمةٍ *** سَمحَ الخليقـةِ، طيـبَ الأعـوادِ

إنْ تتركـوهُ، فـإنّ ربِّـي قـادرٌ *** أمسـى يعـودُ بفضلـهِ العـوادِ

واللهِ ربِّـي لا نـفـارقُ أمـرهُ *** مَا كانَ عيـشٌ يرتَجَـى لِمعـادِ

لا نبتغـي ربّـاً سـواهُ ناصـراً *** حتّـى نوافِـي ضحـوةَ الميعـادِ

========

حسان بن ثابث - رسم دارسة


هل رسم دارسة

هَل رَسمُ دارِسَـةِ المَقـامِ يَبـابِ *** مُتَكَلِّـمٌ لِمُسـائِـلٍ بِجَـوابِ

قَفرٌ عَفا رِهَمُ السَحابِ رُسومَـهُ *** وَهُبـوبُ كُلِّ مُطِلَّـةٍ مِربـابِ

وَلَقَد رَأيتُ بِها الحلـولَ يزينهـمْ *** بِيضُ الوُجوهِ ثَواقِـبُ الأَحسَـابِ

فَدَعِ الدِّيارَ وَذِكـرَ كُلِّ خَريـدَةٍ *** بَيضاءَ، آنِسةِ الحَديـثِ، كَعَـابِ

وَاشكُ الهُمومَ إلى الإلهِ ومَا تَـرَى *** مِـن مَعشَـرٍ مُتَأَلِّبيـنَ غِضـابِ

أَمّوا بِغَزوِهِـمِ الرَّسـولَ وَأَلَّبـوا *** أَهلَ القُرى وَبَـوادِيَ الأَعـرابِ

جَيشٌ عُيَينَـةُ وَاِبنُ حَـربٍ فيهِـمِ *** مُتَخَمِّطيـنَ بِحَلـبَـةِ الأَحـزابِ

حتّى إذا وردوا المدينـةَ وارتَجـوا *** قتـلَ النبِـيّ ومغنـمَ الأسـلابِ

وَغَدَوا عَلَينـا قادِريـنَ بِأَيدِهِـم *** رُدّوا بِغَيظِهِـمِ عَلـى الأَعقـابِ

بِهبوبِ معصفةٍ تفـرقُ جـمعهمْ *** وجنـودِ ربكَ سيـدِ الأربـابِ

وكَفَى الإلـهُ المؤمنيـنَ قتالـهمْ *** وأثابَهمْ فِي الأجرِ خيـرَ ثـوابِ

منْ بعدِ ما قنطوا، ففـرجَ عنهـمُ *** تنـزيلُ نـصّ مليكنـا الوهَّـابِ

وأقـرَّ عيـنَ محمـدٍ وصحابـهِ *** وأذلَّ كـلَّ مكـذبٍ مـرتـابِ

مُستَشعِـرٍ لِلكُـفـرِ دونَ ثِيابِـهِ *** وَالكُفرُ لَيـسَ بِطاهِـرِ الأَثـوابِ

عَلِـقَ الشَقـاءُ بِقَلبِـهِ فَـأَرانَـهُ *** فِي الكُفرِ آخِرَ هَـذِهِ الأَحقـابِ

=====================

حسان بن ثابث - جزى الله

جزى الله


جزى اللهُ ربُّ الناسِ، خيرَ جزائـهِ *** رفيقيـنِ قالا خيمتِـيْ أمّ معبـدِ

هما نزلاها بالهدى، واهتـدتْ بـهِ *** فقدْ فازَ منْ أمسى رفيـقَ محمـدِ

فيا لقصـيٍّ مـا زوى اللهُ عنكـمُ *** بهِ من فخـارٍ لا يبـارى وسـؤددِ

ليهنِ بَنِي كعـبٍ مقـامُ فتاتـهمْ *** ومقعدهـا للمؤمنيـنَ بمـرصـدِ

سلوا أختكمْ عن شاتـها وإنائهـا *** فإنكمُ إنْ تسألـوا الشـاةَ تشهـدِ

دعاها بشـاةٍ حائـلٍ ، فتحلبـتْ *** لهُ بصريحٍ ضـرةُ الشـاةِ مزبـدِ

فغادرهـا رهنـاً لديهـا لحالـبٍ *** يرددهـا فِـي مصـدرٍ ثمّ مـوردِ .

 ================

حسان بن ثابث - تأوبني ليل بيثرب

تأوبني ليل بيثرب

تـأوبنِـي ليـلٌ بيثـربَ أعسـرُ *** وهمٌّ، إذا ما نومَ النَّـاسُ، مسهـرُ

لذكرى حبيبٍ هيجتْ ثـمّ عبـرةً *** سفوحاً، وأسبابُ البكـاء التذكـرُ

بـلاءٌ، فـقـدانُ الحبيـبِ بليـةٌ *** وكمْ منْ كريمٍ يبتلى، ثـمّ يصبـرُ

رأيتُ خيـارَ المؤمنيـنَ تـواردوا *** شعوبَ وقدْ خلفتُ فيمـن يؤخـرُ

فـلا يبعـدنّ اللهُ قتلـى تتابعـوا *** بؤتةَ، منهمْ ذو الجناحيـنِ جعفـرُ

وزيدٌ، وعبـدُ اللهِ، حيـنَ تتابعـوا *** جَميعاً، وأسبـابُ المنيـةِ تخطـرُ

غداةَ غـدوا بالمؤمنيـنَ يقودهـمْ *** إلى الموتِ ميمـونُ النقيبـةِ أزهـرُ

أغرُّ كلونِ البـدرِ مـن آلِ هاشـمٍ *** أبِـيٌّ إذا سيـمَ الظلامـةَ مجسـرُ

فطاعنَ حتّى مـاتَ غيـرَ موسـدٍ *** بِمعتـركٍ، فيـهِ القـنـا يتكسـرُ

فصـارَ مـعَ المستشهديـنَ ثوابـهُ *** جنانٌ، وملتفُّ الحدائـقِ، أخضـرُ

وكنا نرى فِي جعفـرٍ من محمـدٍ *** وفاءً، وأمراً جازمـاً حيـنَ يأمـرُ

فما زالَ فِي الإسلامِ منْ آلِ هاشـمٍ *** دعائـمُ عـزٍّ لا تـرامُ ومفخـرُ

همُ جبلُ الإسلامِ، والنَّـاسُ حولـهُ *** رضامٌ إِلَى طـودٍ يـروقُ ويقهـرُ

بِهمْ تكشفُ اللأواءُ فِي كلّ مـأزقٍ *** عماسٍ، إذا ما ضاقَ بالقوم مصـدرُ

هـمُ أوليـاءُ اللهِ أنـزلَ حكمـهُ *** عليهم، وفيهمْ ذا الكتـابُ المطهـرُ

بهاليلُ منهـمْ جعفـرٌ وابـنُ أمـهِ *** علـيٌّ، ومنهـمْ أحـمدُ المتخيـرُ

وحـمزةُ، والعباسُ منهمْ، ومنهـمُ *** عقيلٌ، وماءُ العودِ من حيثُ يعصـرُ

========

بطيبة رسم للرسول

مؤلف:حسان بن ثابت

بطيبة رسم للرسول

بطيبـةَ رسـمٌ للرسـولِ ومعهـدُ
منيرٌ ، وقد تعفو الرسـومُ وتهمـد
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمـةٍ
بِها منبرُ الهادي الذي كانَ يصعـدُ
وواضحُ آيـاتٍ، وباقـي معالـمٍ
وربعٌ لهُ فيـهِ مصلـىً ومسجـدُ
بِها حجراتٌ كانَ ينـزلُ وسطهـا
منَ اللهِ نـورٌ يستضـاءُ، ويوقـدُ
معالمُ لَم تطمسْ على العهـدِ آيُهـا
أتاها البلـى، فالآيُ منهـا تجـددُ
عرفتُ بِها رسمَ الرسولِ وعهـدهُ
وقبراً بهِ واراهُ فِي التـربِ ملحـدُ
ظللتُ بِها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ
عيونٌ، ومثلاها منَ الجفـنِ تسعـدُ
تذكـرُ آلاءَ الرسـولِ، ومـا أرى
لَها محصياً نفسي، فنفسـي تبلـدُ
مفجعةٌ قدْ شفهـا فقـدُ أحـمدٍ
فظلـتْ لآلاء الـرسـولِ تعـددُ
وما بلغتْ منْ كلّ أمـرٍ عشيـرهُ
ولكنّ نفسي بعضَ ما فيـه تحمـدُ
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدهـا
على طللِ القبـرِ الذي فيهِ أحـمدُ
فبوركتَ، يا قبرَ الرسولِ، وبوركتْ
بلادٌ ثوى فيهـا الرشيـدُ المسـددُ
وبوركَ لَحدٌ منـكَ ضمـنَ طيبـاً
عليهِ بنـاءٌ من صفيـحٍ، منضـدُ
تُهيلُ عليهِ التـربَ أيـدٍ وأعيـنٌ
عليهِ، وقدْ غارتْ بـذلكَ أسعـدُ
لقد غيبوا حلماً وعلمـاً ورحـمةً
عشيةَ علـوهُ الثـرى، لا يوسـدُ
وراحوا بِحزنٍ ليسَ فيهـمْ نبيهـمْ
وقدْ وهنتْ منهمْ ظهورٌ، وأعضـدُ
يُبكُّونَ من تبكي السمواتُ يومـهُ
ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمـدُ
وهلْ عدلتْ يومـاً رزيـةُ هـالكٍ
رزيـةَ يـومٍ مـاتَ فيـهِ محمـدُ
تقطعَ فيهِ منـزلُ الوحـيِ عنهـمُ
وقد كانَ ذا نورٍ، يغـورُ وينجـدُ
يدلُّ على الرحمنِ منْ يقتـدي بـهِ
وينقذُ منْ هولِ الخزايـا ويرشـدُ
إمامٌ لَهمْ يهديهـمُ الحـقَّ جاهـداً
معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعـوهُ يسعـدوا
عفوٌّ عن الزلاتِ، يقبـلُ عذرهـمْ
وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيـرِ أجـودُ
وإنْ نابَ أمرٌ لَم يقومـوا بِحمـدهِ
فمـنْ عنـدهِ تيسيـرُ ما يتشـددُ
فبينا هـمُ فِي نعمـةِ اللهِ بينهـمْ
دليلٌ بِهِ نَهـجُ الطريقـةِ يقصـدُ
عزيزٌ عليهِ أنْ يحيـدوا عن الهـدى
حريصٌ على أن يستقيموا ويهتـدوا
عطوفٌ عليهمْ، لا يثنـي جناحـهُ
إلى كنفٍ يَحنـو عليهـم ويمهـدُ
فبينا همُ فِي ذلك النـورِ، إذْ غـدا
إلى نورهمْ سهمٌ من الموتِ مقصـدُ
فأصبحَ محمـوداً إلـى اللهِ راجعـاً
يبكيهِ جفـنُ المرسـلاتِ ويحمـدُ
وأمستْ بلادُ الحرم وحشاً بقاعهـا
لغيبةِ ما كانتْ من الوحـيِ تعهـدُ
قفاراً سوى معمورةِ اللحدِ ضافهـا
فقيـدٌ، يبكيـهِ بـلاطٌ وغرقـدُ
ومسجدهُ، فالـموحشاتُ لفقـدهِ
خـلاءٌ لـهُ فيـهِ مقـامٌ ومقعـدُ
وبالجمرةِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشـتْ
ديارٌ، وعرصاتٌ، وربـعٌ، ومولـدُ
فبَكِّي رسولَ اللهِ يا عيـنُ عبـرةً
ولا أعرفنكِ الدَّهـرَ دمعكِ يجمـدُ
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمـةِ التـي
على الناسِ منهـا سابـغٌ يتغمـدُ
فجودي عليهِ بالدمـوعِ وأعولـي
لفقدِ الذي لا مثلهُ الدَّهـرِ يوجـدُ
وما فقدَ الـماضونَ مثـلَ محمـدٍ
ولا مثلـهُ، حتّى القيامـةِ، يفقـدُ
أعـفَّ وأوفَى ذمـةً بعـدَ ذمـةٍ
وأقـربَ منـهُ نائـلاً، لا ينكـدُ
وأبـذلَ منـهُ للطريـفِ وتالـدٍ
إذا ضنّ معطاءٌ ، بِما كـانَ يتلـدُ
وأكرمَ حياً فِي البيوتِ، إذا انتمـى
وأكـرمَ جـداً أبطحيـاً يسـودُ
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ فِي العلـى
دعائـمَ عـزٍّ شاهقـاتٍ تشيـدُ
وأثبتَ فرعاً فِي الفـروعِ ومنبتـاً
وعوداً غداةَ المزنِ، فالعـودُ أغيـدُ
رباهُ وليـداً، فاستتـمّ تـمامـهُ
على أكرمِ الخيراتِ، ربٌّ مُمَجّـدُ
تناهتْ وصـاةُ المسلميـنَ بكفـهِ
فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفنـدُ
أقولُ، ولا يلفـى لقولـيَ عائـبٌ
منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعـدُ
وليسَ هوائـي نازعـاً عنْ ثنائـهِ
لعلي بهِ فِي جنـةِ الخلـدِ أخلـدُ
معَ المصطفى أرجـو بذاكَ جـوارهُ
وفِي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهـدُ

======

حسان بن ثابث - الله أكـرمنـا

مؤلف:حسان بن ثابت


اللهُ أكـرمنـا بنصـرِ نـبـيـهِ

اللهُ أكـرمنـا بنصـرِ نـبـيـهِ *** بـونـا أقـامَ دعائـمَ الإسـلامِ

وبنـا أعـزَّ نبيـهُ وكـتـابـهُ *** وأعـزنـا بالضـربِ والإقـدامِ

فِي كلّ معتـركٍ تطيـرُ سيوفنـا *** فيه الجماجـمَ عن فـراخِ الـهامِ

ينتابنـا جبـريـلُ فِـي أبياتنـا *** بفرائـضِ الإسـلامِ، والأحكـامِ

يتلو علينـا النـورَ فيهـا محكمـاً *** قسماً لعمـركَ ليـسَ كالأقسـامِ

فنكـونُ أولَ مستحـلِّ حلالـهِ *** ومـحـرمٍ للهِ كــلِّ حــرامِ

نَحنُ الخيـارُ منَ البـريـةِ كلهـا *** ونظامهـا، وزمـامُ كـلّ زمـامِ

الخائضـو غمـراتِ كـلّ منيـةٍ *** والضـامنـونَ حـوادثَ الأيـامِ

والمبرمونَ قوى الأمـورِ بعزمهـمْ *** والنـاقضـونَ مـرائـرَ الأقـوامِ

سائلْ أبا كـربٍ، وسائـلْ تبعـاً *** عنـا ، وأهـلَ العـتـرِ والأزلامِ

واسألْ ذوي الألبابِ عن سرواتهـمْ *** يومَ العهيـنِ ، فحاجـرٍ ، فـرؤامِ

إنـا لنمنـعُ مـنْ أردنـا منعـهُ *** ونـجـودُ بالمعـروفِ للمعتـامِ

وَتَردُّ عاديـةَ الـخميسِ سيوفنـا *** ونقيـنُ رأسَ الأصيـدِ القمقـامِ

ما زالَ وقـعُ سيوفنـا ورماحنـا *** فِي كـلّ يـومٍ تـجالـدٍ وتـرامِ

حتّى تركنا الأرضَ سهـلاً حزنهـا *** منظـومـةً مـنْ خيلنـا بنظـامِ

ونًجا أراهطُ أبعطـوا ، ولوَ أنَّهـم *** ثبتـوا، لَمَّـا رجعـوا إذاً بسـلامِ

فلئنْ فخرتُ بِهـمْ لمثـلُ قديمهـمْ *** فخرَ اللبيـبُ بـهِ عَلـى الأقـوامِ

========

حسان بن ثابث - أبوك أبوك  

أبوك أبوك


أبـوكَ أبـوكَ، وأنـتَ ابـنـهُ *** فبئـسَ البنـيُّ وبـئـسَ الأبُ

وأمـكَ ســوداءُ مـودونـةٌ *** كـأنّ أناملـهـا الـحنظـبُ

يبيـتُ أبـوكَ بِهـا معـرسـاً *** كمـا سـاورَ الـهوةَ الثعلـبُ

فما منكَ أعجـبُ يا ابنَ استهـا *** ولكننِـي مـنْ أولـى أعجـبُ

إذا سَمـعـوا الـغـيَّ آدوا لـهُ *** تيـوسٌ تـنـبُّ إذا تـضـربُ

تَرَى التَّيـسَ عندهـمُ كالجـوادِ *** بَـلِ التيـسَ وسطهـمُ أنَجـبُ

فَـلا تَدعهـمْ لِقـراعِ الكُمـاةِ *** ونـادِ إلـى سـوءةٍ يَـركبـوا

==========

إن الذوائب

إن الذوائب من فهر وأخوتهم * قد بينوا سنة للناس تتبع

يرضى بها كل من كانت سريرته * تقوى الإله وكل الخير يصطنع

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق فاعلم شرها البدع

إن كان في الناس سباقون بعدهم * فكل سبق لأدنى سبقهم تبع

لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم * عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا

إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم * أو وازنوا أهل مجد بالندى منعوا

أعفة ذكرت في الوحي عفتهم * لا يطمعون ولا يرديهم طمع

لا يبخلون على جار بفضلهم * ولا يمسهم من مطمع طبع

إذا نصبنا لحي لم ندب لهم * كما يدب إلى الوحشية الذرع

نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها * إذا الزعانف من أظفارها خشعوا

لا يفخرون إذا نالوا عدوهم * وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع

كأنهم في الوغى والموت مكتنع * أسد بحلية في أرساعها فدع

خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا * ولا يكن همك الأمر الذي منعوا

فإن في حربهم فاترك عداوتهم * شرا يخاض عليه السم والسلع

أكرم بقوم رسول الله شيعتهم * إذا تفاوتت الأهواء والشيع

أهدى لهم مدحتي قلب يؤازره * فيما أحب لسان حائك صنع

فإنهم أفضل الأحياء كلهم * إن جد في الناس جد القول أو شمعوا

=========

حسان بن ثابث - عفت ذات الأصابع

مؤلف:حسان بن ثابت



عفـتْ ذاتُ الأصابـعِ فالجـواءُ
إلـى عـذراءَ منـزلـها خـلاءُ
ديارٌ منْ بَنِـي الحسحـاسِ قفـرٌ
تعفيهـا الـروامـسُ والسمـاءُ
وكانـتْ لا يـزالُ بِهـا أنيـسٌ
خـلالَ مروجهـا نعـمٌ وشـاءُ
فدعْ هـذا، ولكـن منْ لطيـفٍ
يـؤرقنِـي إذا ذهـبَ العشـاءُ
لشعثـاءَ التـي قـدْ تيـمـتـهُ
فليـسَ لقلبـهِ منهـا شـفـاءُ
كـأنّ سبيئـةً مـن بيـتِ رأسٍ
يكـونُ مزاجهـا عسـلٌ ومـاءُ
عَلى أنيابـها، أو طعـمَ غـضٍّ
مـنَ التفـاحِ هصـرهُ الجـنـاءُ
إذا ما الأسربـاتُ ذكـرنَ يومـًا
فهـنّ لطيـبِ الـراح الـفـداءُ
نوليهـا الـملامـةَ، إنْ ألـمنـا
إذا ما كـانَ معـثٌ أوْ لـحـاءُ
ونشـربـها فتتركنـا ملـوكـًا
وأسـدًا مـا ينهنهنـا اللـقـاءُ
عدمنـا خيلنـا، إنْ لَـم تروهـا
تثيـرُ النقـعَ، موعدهـا كـداءُ
يبـاريـنَ الأسـنـةَ مصعـداتٍ
عَلى أكتافهـا الأسـلُ الظمـاءُ
تـطـلُّ جيـادنـا متمطـراتٍ
تلطمهـنّ بالخمـرِ الـنـسـاءُ
فإمـا تعرضـوا عنـا اعتمرنـا
وكانَ الفتحُ، وانكشـفَ الغطـاءُ
وإلا، فاصبـروا لـجـلادِ يـومٍ
يـعـزُّ اللهُ فيـهِ مـنْ يـشـاءُ
وجبـريـلُ أميـنُ اللهِ فـيـنـا
وروحُ القـدسِ ليـسَ لهُ كفـاءُ
وقالَ اللهُ : قـدْ أرسلـتُ عبـدًا
يقـولُ الحـقَّ إنْ نفـعَ البـلاءُ
شهـدتُ بـهِ فقومـوا صدقـوهُ
فقلتـمْ : لا نـقـومُ ولا نشـاءُ
وقالَ اللهُ : قـدْ يسـرتُ جنـدًا
همُ الأنصـارُ، عرضتهـا اللقـاءُ
لَنَـا فِي كـلّ يـومٍ مـنْ معـدٍّ
سبـابٌ، أوْ قتـالٌ، أوْ هجـاءُ
فنحكمُ بالقَوافِـي مـنْ هجانـا
ونضربُ حيـنَ تَختلـطُ الدمـاءُ
ألا أبـلـغْ أبـا سفيـانَ عنِّـي
فأنتَ مجـوفٌ نَخـبٌ هـواءُ
بـأنّ سيوفنـا تركتـكَ عبـدًا
وعبـدَ الـدارِ سادتـها الإمـاءُ
هجوتَ محمـدًا، فأجبـتُ عنـهُ
وعنـدَ اللهِ فِـي ذاكَ الـجـزاءُ
أتَهجوهُ، ولسـتَ لـهُ بكـفءٍ
فشركمـا لخيـركمـا الفـداءُ
هجوتَ مباركـًا، بـرًا، حنيفـًا
أميـنَ اللهِ، شيـمـتـهُ الوفـاءُ
فمنْ يهجـو رسـولَ اللهِ منكـمْ
ويَمـدحـهُ، وينصـرهُ سـواءُ
فـإنّ أبِـي ووالـدهُ وعرضـي
لعـرضِ محمدٍ منكـمْ وقـاءُ
فـإمـا تثقفـنّ بـنـو لـؤيٍ
جذيـمـةَ، إنّ قتلهـمُ شفـاءُ
أولئـكَ معشـرٌ نصـروا علينـا
ففـي أظفـارنـا منهـمْ دمـاءُ
وحلفُ الحـارثِ بن أبِي ضـرارٍ
وحلـفُ قـريظـةٍ منـا بـراءُ
لسانِـي صـارمٌ لا عيـبَ فيـهِ
وبَـحـري لا تكـدرهُ الـدلاءُ

============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب المنقذ من الضلال أبو حامد الغزالي

  كتاب المنقذ من الضلال أبو حامد الغزالي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، الذي يفتتح بحمده كل رسالة ومقالة، والصلاة على محمد المصطفى...