نجى حكيما
|
| |
نَجى حكيماً يـومَ بـدرٍ ركضـهُ |
|
كنجاءِ مهرٍ منْ بنـاتِ الأعـوجِ |
ألقى السلاحَ وفرّ عنهـا مهمـلاً |
|
كالـهبرزيّ يزلّ فـوقَ المنسـجِ |
لَمَّا رأى بـدراً تسيـلُ جلاههـا |
|
بكتائـبٍ مـلأوسِ أو ملخـزرجِ |
صبرٍ يساقـونَ الكمـاةَ حتوفهـا |
|
يَمشونَ مهيعـةَ الطريـقِ المنهـجِ |
كمْ فيهمِ منْ ماجـدٍ ذي سـورةٍ |
|
طـلٍ بِمكرهـةِ المَكـانِ المحـرجِ |
ومسـودٍ يعطـي الجزيـلَ بكفـهِ |
|
حمـالِ أثقـالِ الديـاتِ، متـوجِ |
أوْ كـلِّ أروعَ ماجـدٍ ذي مـرةٍ |
|
أوْ كلِّ مسترخي النجـادِ مدجـجِ |
ونَجا ابنُ حَمراءِ العجانِ حويـرثٌ |
|
يغلي الدِّماغُ بـهِ كغلـيِ الزبـرجِ |
========
حسان بن ثابث - والله ربي
والله ربي
واللهِ ربِّـي لا نفـارقُ مـاجـداً *** عفَّ الخليقـةَ، ماجـدَ الأجـدادِ
متكرماً يدعـو إلـى ربّ العلـى *** بذلَ النصيحـةِ رافـعَ الأعمـادِ
مثلَ الهلالِ مباركـاً ، ذا رحـمةٍ *** سَمحَ الخليقـةِ، طيـبَ الأعـوادِ
إنْ تتركـوهُ، فـإنّ ربِّـي قـادرٌ *** أمسـى يعـودُ بفضلـهِ العـوادِ
واللهِ ربِّـي لا نـفـارقُ أمـرهُ *** مَا كانَ عيـشٌ يرتَجَـى لِمعـادِ
لا نبتغـي ربّـاً سـواهُ ناصـراً *** حتّـى نوافِـي ضحـوةَ الميعـادِ
========
حسان بن ثابث - رسم دارسة
هل رسم دارسة
هَل رَسمُ دارِسَـةِ المَقـامِ يَبـابِ *** مُتَكَلِّـمٌ لِمُسـائِـلٍ بِجَـوابِ
قَفرٌ عَفا رِهَمُ السَحابِ رُسومَـهُ *** وَهُبـوبُ كُلِّ مُطِلَّـةٍ مِربـابِ
وَلَقَد رَأيتُ بِها الحلـولَ يزينهـمْ *** بِيضُ الوُجوهِ ثَواقِـبُ الأَحسَـابِ
فَدَعِ الدِّيارَ وَذِكـرَ كُلِّ خَريـدَةٍ *** بَيضاءَ، آنِسةِ الحَديـثِ، كَعَـابِ
وَاشكُ الهُمومَ إلى الإلهِ ومَا تَـرَى *** مِـن مَعشَـرٍ مُتَأَلِّبيـنَ غِضـابِ
أَمّوا بِغَزوِهِـمِ الرَّسـولَ وَأَلَّبـوا *** أَهلَ القُرى وَبَـوادِيَ الأَعـرابِ
جَيشٌ عُيَينَـةُ وَاِبنُ حَـربٍ فيهِـمِ *** مُتَخَمِّطيـنَ بِحَلـبَـةِ الأَحـزابِ
حتّى إذا وردوا المدينـةَ وارتَجـوا *** قتـلَ النبِـيّ ومغنـمَ الأسـلابِ
وَغَدَوا عَلَينـا قادِريـنَ بِأَيدِهِـم *** رُدّوا بِغَيظِهِـمِ عَلـى الأَعقـابِ
بِهبوبِ معصفةٍ تفـرقُ جـمعهمْ *** وجنـودِ ربكَ سيـدِ الأربـابِ
وكَفَى الإلـهُ المؤمنيـنَ قتالـهمْ *** وأثابَهمْ فِي الأجرِ خيـرَ ثـوابِ
منْ بعدِ ما قنطوا، ففـرجَ عنهـمُ *** تنـزيلُ نـصّ مليكنـا الوهَّـابِ
وأقـرَّ عيـنَ محمـدٍ وصحابـهِ *** وأذلَّ كـلَّ مكـذبٍ مـرتـابِ
مُستَشعِـرٍ لِلكُـفـرِ دونَ ثِيابِـهِ *** وَالكُفرُ لَيـسَ بِطاهِـرِ الأَثـوابِ
عَلِـقَ الشَقـاءُ بِقَلبِـهِ فَـأَرانَـهُ *** فِي الكُفرِ آخِرَ هَـذِهِ الأَحقـابِ
=====================
حسان بن ثابث - جزى الله
جزى الله
جزى اللهُ ربُّ الناسِ، خيرَ جزائـهِ *** رفيقيـنِ قالا خيمتِـيْ أمّ معبـدِ
هما نزلاها بالهدى، واهتـدتْ بـهِ *** فقدْ فازَ منْ أمسى رفيـقَ محمـدِ
فيا لقصـيٍّ مـا زوى اللهُ عنكـمُ *** بهِ من فخـارٍ لا يبـارى وسـؤددِ
ليهنِ بَنِي كعـبٍ مقـامُ فتاتـهمْ *** ومقعدهـا للمؤمنيـنَ بمـرصـدِ
سلوا أختكمْ عن شاتـها وإنائهـا *** فإنكمُ إنْ تسألـوا الشـاةَ تشهـدِ
دعاها بشـاةٍ حائـلٍ ، فتحلبـتْ *** لهُ بصريحٍ ضـرةُ الشـاةِ مزبـدِ
فغادرهـا رهنـاً لديهـا لحالـبٍ *** يرددهـا فِـي مصـدرٍ ثمّ مـوردِ .
================
حسان بن ثابث - تأوبني ليل بيثرب
تأوبني ليل بيثرب
تـأوبنِـي ليـلٌ بيثـربَ أعسـرُ *** وهمٌّ، إذا ما نومَ النَّـاسُ، مسهـرُ
لذكرى حبيبٍ هيجتْ ثـمّ عبـرةً *** سفوحاً، وأسبابُ البكـاء التذكـرُ
بـلاءٌ، فـقـدانُ الحبيـبِ بليـةٌ *** وكمْ منْ كريمٍ يبتلى، ثـمّ يصبـرُ
رأيتُ خيـارَ المؤمنيـنَ تـواردوا *** شعوبَ وقدْ خلفتُ فيمـن يؤخـرُ
فـلا يبعـدنّ اللهُ قتلـى تتابعـوا *** بؤتةَ، منهمْ ذو الجناحيـنِ جعفـرُ
وزيدٌ، وعبـدُ اللهِ، حيـنَ تتابعـوا *** جَميعاً، وأسبـابُ المنيـةِ تخطـرُ
غداةَ غـدوا بالمؤمنيـنَ يقودهـمْ *** إلى الموتِ ميمـونُ النقيبـةِ أزهـرُ
أغرُّ كلونِ البـدرِ مـن آلِ هاشـمٍ *** أبِـيٌّ إذا سيـمَ الظلامـةَ مجسـرُ
فطاعنَ حتّى مـاتَ غيـرَ موسـدٍ *** بِمعتـركٍ، فيـهِ القـنـا يتكسـرُ
فصـارَ مـعَ المستشهديـنَ ثوابـهُ *** جنانٌ، وملتفُّ الحدائـقِ، أخضـرُ
وكنا نرى فِي جعفـرٍ من محمـدٍ *** وفاءً، وأمراً جازمـاً حيـنَ يأمـرُ
فما زالَ فِي الإسلامِ منْ آلِ هاشـمٍ *** دعائـمُ عـزٍّ لا تـرامُ ومفخـرُ
همُ جبلُ الإسلامِ، والنَّـاسُ حولـهُ *** رضامٌ إِلَى طـودٍ يـروقُ ويقهـرُ
بِهمْ تكشفُ اللأواءُ فِي كلّ مـأزقٍ *** عماسٍ، إذا ما ضاقَ بالقوم مصـدرُ
هـمُ أوليـاءُ اللهِ أنـزلَ حكمـهُ *** عليهم، وفيهمْ ذا الكتـابُ المطهـرُ
بهاليلُ منهـمْ جعفـرٌ وابـنُ أمـهِ *** علـيٌّ، ومنهـمْ أحـمدُ المتخيـرُ
وحـمزةُ، والعباسُ منهمْ، ومنهـمُ *** عقيلٌ، وماءُ العودِ من حيثُ يعصـرُ
========
بطيبة رسم للرسول
بطيبة رسم للرسول
بطيبـةَ رسـمٌ للرسـولِ ومعهـدُ |
|
منيرٌ ، وقد تعفو الرسـومُ وتهمـد |
ولا تنمحي الآياتُ من دارِ حرمـةٍ |
|
بِها منبرُ الهادي الذي كانَ يصعـدُ |
وواضحُ آيـاتٍ، وباقـي معالـمٍ |
|
وربعٌ لهُ فيـهِ مصلـىً ومسجـدُ |
بِها حجراتٌ كانَ ينـزلُ وسطهـا |
|
منَ اللهِ نـورٌ يستضـاءُ، ويوقـدُ |
معالمُ لَم تطمسْ على العهـدِ آيُهـا |
|
أتاها البلـى، فالآيُ منهـا تجـددُ |
عرفتُ بِها رسمَ الرسولِ وعهـدهُ |
|
وقبراً بهِ واراهُ فِي التـربِ ملحـدُ |
ظللتُ بِها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ |
|
عيونٌ، ومثلاها منَ الجفـنِ تسعـدُ |
تذكـرُ آلاءَ الرسـولِ، ومـا أرى |
|
لَها محصياً نفسي، فنفسـي تبلـدُ |
مفجعةٌ قدْ شفهـا فقـدُ أحـمدٍ |
|
فظلـتْ لآلاء الـرسـولِ تعـددُ |
وما بلغتْ منْ كلّ أمـرٍ عشيـرهُ |
|
ولكنّ نفسي بعضَ ما فيـه تحمـدُ |
أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدهـا |
|
على طللِ القبـرِ الذي فيهِ أحـمدُ |
فبوركتَ، يا قبرَ الرسولِ، وبوركتْ |
|
بلادٌ ثوى فيهـا الرشيـدُ المسـددُ |
وبوركَ لَحدٌ منـكَ ضمـنَ طيبـاً |
|
عليهِ بنـاءٌ من صفيـحٍ، منضـدُ |
تُهيلُ عليهِ التـربَ أيـدٍ وأعيـنٌ |
|
عليهِ، وقدْ غارتْ بـذلكَ أسعـدُ |
لقد غيبوا حلماً وعلمـاً ورحـمةً |
|
عشيةَ علـوهُ الثـرى، لا يوسـدُ |
وراحوا بِحزنٍ ليسَ فيهـمْ نبيهـمْ |
|
وقدْ وهنتْ منهمْ ظهورٌ، وأعضـدُ |
يُبكُّونَ من تبكي السمواتُ يومـهُ |
|
ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمـدُ |
وهلْ عدلتْ يومـاً رزيـةُ هـالكٍ |
|
رزيـةَ يـومٍ مـاتَ فيـهِ محمـدُ |
تقطعَ فيهِ منـزلُ الوحـيِ عنهـمُ |
|
وقد كانَ ذا نورٍ، يغـورُ وينجـدُ |
يدلُّ على الرحمنِ منْ يقتـدي بـهِ |
|
وينقذُ منْ هولِ الخزايـا ويرشـدُ |
إمامٌ لَهمْ يهديهـمُ الحـقَّ جاهـداً |
|
معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعـوهُ يسعـدوا |
عفوٌّ عن الزلاتِ، يقبـلُ عذرهـمْ |
|
وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيـرِ أجـودُ |
وإنْ نابَ أمرٌ لَم يقومـوا بِحمـدهِ |
|
فمـنْ عنـدهِ تيسيـرُ ما يتشـددُ |
فبينا هـمُ فِي نعمـةِ اللهِ بينهـمْ |
|
دليلٌ بِهِ نَهـجُ الطريقـةِ يقصـدُ |
عزيزٌ عليهِ أنْ يحيـدوا عن الهـدى |
|
حريصٌ على أن يستقيموا ويهتـدوا |
عطوفٌ عليهمْ، لا يثنـي جناحـهُ |
|
إلى كنفٍ يَحنـو عليهـم ويمهـدُ |
فبينا همُ فِي ذلك النـورِ، إذْ غـدا |
|
إلى نورهمْ سهمٌ من الموتِ مقصـدُ |
فأصبحَ محمـوداً إلـى اللهِ راجعـاً |
|
يبكيهِ جفـنُ المرسـلاتِ ويحمـدُ |
وأمستْ بلادُ الحرم وحشاً بقاعهـا |
|
لغيبةِ ما كانتْ من الوحـيِ تعهـدُ |
قفاراً سوى معمورةِ اللحدِ ضافهـا |
|
فقيـدٌ، يبكيـهِ بـلاطٌ وغرقـدُ |
ومسجدهُ، فالـموحشاتُ لفقـدهِ |
|
خـلاءٌ لـهُ فيـهِ مقـامٌ ومقعـدُ |
وبالجمرةِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشـتْ |
|
ديارٌ، وعرصاتٌ، وربـعٌ، ومولـدُ |
فبَكِّي رسولَ اللهِ يا عيـنُ عبـرةً |
|
ولا أعرفنكِ الدَّهـرَ دمعكِ يجمـدُ |
ومالكِ لا تبكينَ ذا النعمـةِ التـي |
|
على الناسِ منهـا سابـغٌ يتغمـدُ |
فجودي عليهِ بالدمـوعِ وأعولـي |
|
لفقدِ الذي لا مثلهُ الدَّهـرِ يوجـدُ |
وما فقدَ الـماضونَ مثـلَ محمـدٍ |
|
ولا مثلـهُ، حتّى القيامـةِ، يفقـدُ |
أعـفَّ وأوفَى ذمـةً بعـدَ ذمـةٍ |
|
وأقـربَ منـهُ نائـلاً، لا ينكـدُ |
وأبـذلَ منـهُ للطريـفِ وتالـدٍ |
|
إذا ضنّ معطاءٌ ، بِما كـانَ يتلـدُ |
وأكرمَ حياً فِي البيوتِ، إذا انتمـى |
|
وأكـرمَ جـداً أبطحيـاً يسـودُ |
وأمنعَ ذرواتٍ، وأثبتَ فِي العلـى |
|
دعائـمَ عـزٍّ شاهقـاتٍ تشيـدُ |
وأثبتَ فرعاً فِي الفـروعِ ومنبتـاً |
|
وعوداً غداةَ المزنِ، فالعـودُ أغيـدُ |
رباهُ وليـداً، فاستتـمّ تـمامـهُ |
|
على أكرمِ الخيراتِ، ربٌّ مُمَجّـدُ |
تناهتْ وصـاةُ المسلميـنَ بكفـهِ |
|
فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الرأيُ يفنـدُ |
أقولُ، ولا يلفـى لقولـيَ عائـبٌ |
|
منَ الناسِ، إلا عازبُ العقلِ مبعـدُ |
وليسَ هوائـي نازعـاً عنْ ثنائـهِ |
|
لعلي بهِ فِي جنـةِ الخلـدِ أخلـدُ |
معَ المصطفى أرجـو بذاكَ جـوارهُ |
|
وفِي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهـدُ |
======
حسان بن ثابث - الله أكـرمنـا
اللهُ أكـرمنـا بنصـرِ نـبـيـهِ
اللهُ أكـرمنـا بنصـرِ نـبـيـهِ *** بـونـا أقـامَ دعائـمَ الإسـلامِ
وبنـا أعـزَّ نبيـهُ وكـتـابـهُ *** وأعـزنـا بالضـربِ والإقـدامِ
فِي كلّ معتـركٍ تطيـرُ سيوفنـا *** فيه الجماجـمَ عن فـراخِ الـهامِ
ينتابنـا جبـريـلُ فِـي أبياتنـا *** بفرائـضِ الإسـلامِ، والأحكـامِ
يتلو علينـا النـورَ فيهـا محكمـاً *** قسماً لعمـركَ ليـسَ كالأقسـامِ
فنكـونُ أولَ مستحـلِّ حلالـهِ *** ومـحـرمٍ للهِ كــلِّ حــرامِ
نَحنُ الخيـارُ منَ البـريـةِ كلهـا *** ونظامهـا، وزمـامُ كـلّ زمـامِ
الخائضـو غمـراتِ كـلّ منيـةٍ *** والضـامنـونَ حـوادثَ الأيـامِ
والمبرمونَ قوى الأمـورِ بعزمهـمْ *** والنـاقضـونَ مـرائـرَ الأقـوامِ
سائلْ أبا كـربٍ، وسائـلْ تبعـاً *** عنـا ، وأهـلَ العـتـرِ والأزلامِ
واسألْ ذوي الألبابِ عن سرواتهـمْ *** يومَ العهيـنِ ، فحاجـرٍ ، فـرؤامِ
إنـا لنمنـعُ مـنْ أردنـا منعـهُ *** ونـجـودُ بالمعـروفِ للمعتـامِ
وَتَردُّ عاديـةَ الـخميسِ سيوفنـا *** ونقيـنُ رأسَ الأصيـدِ القمقـامِ
ما زالَ وقـعُ سيوفنـا ورماحنـا *** فِي كـلّ يـومٍ تـجالـدٍ وتـرامِ
حتّى تركنا الأرضَ سهـلاً حزنهـا *** منظـومـةً مـنْ خيلنـا بنظـامِ
ونًجا أراهطُ أبعطـوا ، ولوَ أنَّهـم *** ثبتـوا، لَمَّـا رجعـوا إذاً بسـلامِ
فلئنْ فخرتُ بِهـمْ لمثـلُ قديمهـمْ *** فخرَ اللبيـبُ بـهِ عَلـى الأقـوامِ
========
حسان بن ثابث - أبوك أبوك
أبوك أبوك
أبـوكَ أبـوكَ، وأنـتَ ابـنـهُ *** فبئـسَ البنـيُّ وبـئـسَ الأبُ
وأمـكَ ســوداءُ مـودونـةٌ *** كـأنّ أناملـهـا الـحنظـبُ
يبيـتُ أبـوكَ بِهـا معـرسـاً *** كمـا سـاورَ الـهوةَ الثعلـبُ
فما منكَ أعجـبُ يا ابنَ استهـا *** ولكننِـي مـنْ أولـى أعجـبُ
إذا سَمـعـوا الـغـيَّ آدوا لـهُ *** تيـوسٌ تـنـبُّ إذا تـضـربُ
تَرَى التَّيـسَ عندهـمُ كالجـوادِ *** بَـلِ التيـسَ وسطهـمُ أنَجـبُ
فَـلا تَدعهـمْ لِقـراعِ الكُمـاةِ *** ونـادِ إلـى سـوءةٍ يَـركبـوا
==========
إن الذوائب
إن الذوائب من فهر وأخوتهم * قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته * تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم * فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم * عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم * أو وازنوا أهل مجد بالندى منعوا
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم * لا يطمعون ولا يرديهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم * ولا يمسهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحي لم ندب لهم * كما يدب إلى الوحشية الذرع
نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها * إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم * وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع * أسد بحلية في أرساعها فدع
خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا * ولا يكن همك الأمر الذي منعوا
فإن في حربهم فاترك عداوتهم * شرا يخاض عليه السم والسلع
أكرم بقوم رسول الله شيعتهم * إذا تفاوتت الأهواء والشيع
أهدى لهم مدحتي قلب يؤازره * فيما أحب لسان حائك صنع
فإنهم أفضل الأحياء كلهم * إن جد في الناس جد القول أو شمعوا
=========
حسان بن ثابث - عفت ذات الأصابع
|
| |
عفـتْ ذاتُ الأصابـعِ فالجـواءُ |
|
إلـى عـذراءَ منـزلـها خـلاءُ |
ديارٌ منْ بَنِـي الحسحـاسِ قفـرٌ |
|
تعفيهـا الـروامـسُ والسمـاءُ |
وكانـتْ لا يـزالُ بِهـا أنيـسٌ |
|
خـلالَ مروجهـا نعـمٌ وشـاءُ |
فدعْ هـذا، ولكـن منْ لطيـفٍ |
|
يـؤرقنِـي إذا ذهـبَ العشـاءُ |
لشعثـاءَ التـي قـدْ تيـمـتـهُ |
|
فليـسَ لقلبـهِ منهـا شـفـاءُ |
كـأنّ سبيئـةً مـن بيـتِ رأسٍ |
|
يكـونُ مزاجهـا عسـلٌ ومـاءُ |
عَلى أنيابـها، أو طعـمَ غـضٍّ |
|
مـنَ التفـاحِ هصـرهُ الجـنـاءُ |
إذا ما الأسربـاتُ ذكـرنَ يومـًا |
|
فهـنّ لطيـبِ الـراح الـفـداءُ |
نوليهـا الـملامـةَ، إنْ ألـمنـا |
|
إذا ما كـانَ معـثٌ أوْ لـحـاءُ |
ونشـربـها فتتركنـا ملـوكـًا |
|
وأسـدًا مـا ينهنهنـا اللـقـاءُ |
عدمنـا خيلنـا، إنْ لَـم تروهـا |
|
تثيـرُ النقـعَ، موعدهـا كـداءُ |
يبـاريـنَ الأسـنـةَ مصعـداتٍ |
|
عَلى أكتافهـا الأسـلُ الظمـاءُ |
تـطـلُّ جيـادنـا متمطـراتٍ |
|
تلطمهـنّ بالخمـرِ الـنـسـاءُ |
فإمـا تعرضـوا عنـا اعتمرنـا |
|
وكانَ الفتحُ، وانكشـفَ الغطـاءُ |
وإلا، فاصبـروا لـجـلادِ يـومٍ |
|
يـعـزُّ اللهُ فيـهِ مـنْ يـشـاءُ |
وجبـريـلُ أميـنُ اللهِ فـيـنـا |
|
وروحُ القـدسِ ليـسَ لهُ كفـاءُ |
وقالَ اللهُ : قـدْ أرسلـتُ عبـدًا |
|
يقـولُ الحـقَّ إنْ نفـعَ البـلاءُ |
شهـدتُ بـهِ فقومـوا صدقـوهُ |
|
فقلتـمْ : لا نـقـومُ ولا نشـاءُ |
وقالَ اللهُ : قـدْ يسـرتُ جنـدًا |
|
همُ الأنصـارُ، عرضتهـا اللقـاءُ |
لَنَـا فِي كـلّ يـومٍ مـنْ معـدٍّ |
|
سبـابٌ، أوْ قتـالٌ، أوْ هجـاءُ |
فنحكمُ بالقَوافِـي مـنْ هجانـا |
|
ونضربُ حيـنَ تَختلـطُ الدمـاءُ |
ألا أبـلـغْ أبـا سفيـانَ عنِّـي |
|
فأنتَ مجـوفٌ نَخـبٌ هـواءُ |
بـأنّ سيوفنـا تركتـكَ عبـدًا |
|
وعبـدَ الـدارِ سادتـها الإمـاءُ |
هجوتَ محمـدًا، فأجبـتُ عنـهُ |
|
وعنـدَ اللهِ فِـي ذاكَ الـجـزاءُ |
أتَهجوهُ، ولسـتَ لـهُ بكـفءٍ |
|
فشركمـا لخيـركمـا الفـداءُ |
هجوتَ مباركـًا، بـرًا، حنيفـًا |
|
أميـنَ اللهِ، شيـمـتـهُ الوفـاءُ |
فمنْ يهجـو رسـولَ اللهِ منكـمْ |
|
ويَمـدحـهُ، وينصـرهُ سـواءُ |
فـإنّ أبِـي ووالـدهُ وعرضـي |
|
لعـرضِ محمدٍ منكـمْ وقـاءُ |
فـإمـا تثقفـنّ بـنـو لـؤيٍ |
|
جذيـمـةَ، إنّ قتلهـمُ شفـاءُ |
أولئـكَ معشـرٌ نصـروا علينـا |
|
ففـي أظفـارنـا منهـمْ دمـاءُ |
وحلفُ الحـارثِ بن أبِي ضـرارٍ |
|
وحلـفُ قـريظـةٍ منـا بـراءُ |
لسانِـي صـارمٌ لا عيـبَ فيـهِ |
|
وبَـحـري لا تكـدرهُ الـدلاءُ |
============
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق